من معين النبوة

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد النور الدائم و الرحمة الكاملة وعلى آله وصحبه وسلم
خاطبنا الله جل جلاله في سورة التوبة قائلا:(لقد جائكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم)التوبة آ 128
اطلق الله على نبيه صلى الله عليه وسلم صفتي الرحمة والرافة ، وهما اسمين تحقق بهما صلى الله عليه وسلم ، في حياته بالدعوة والتبليغ بالحكمة و الموعظة الحسنة، وفي مماته باستغفاره لأمته ، وفي البعث و النشور بالشفاعة و الوسيلة والقرب من الله.
قرأ بعض اهل العلم أنفسكم بفتح الفاء ، وقراءة الجمهور غالبا بالضم.
جاء الخطاب القرآني واضحا فيما يخص مرتبة النبي صلى الله عليه وسلم ، والخطاب جاء للأنسان يعلمه البيان ، والطريق المؤدية الى الله جل جلاله ، فلا طريق الا طريقته و لاحقيقة الا حقيقته و لاشريعة الا شريعته .
سمة الأنسان اليوم الجهل بالله ، فهو لا يريد أن يسمع للوحي خوفا من أن يذعن لقوة خارقة تتحكم في مصيره .فالجهل رايته لسب بسيط اضحى للأنسان سلطان يحدد فكره و حركته و علاقته بالكون وهو العلم الوصفي الشيئي المتراكم.
فيظل في اسر الصحة و البطلان ، والنسبي و المطلق ، فأذا بجميع ما خلفته الأنسانية ثراث مجرد ثراث مجتمع طفولى فسر ظواهر الكون بالقوى الخارقة ما وراء الطبيعة ، ومن ثم تشبث الأنسان بفعلته الطفولية فوضع أصابعه في أذنيه ،واستكبر أستكبارا ، وقال ولى زمن الوحي.
اول مايجب تجديده في الأمة هو العلاقة الرحيمة بين العبد وبين محبوبه صلى الله عليه وسلم ، وفي معرفة ذات النبوية وحقيقتها ، في النورانية والرسالة و البشرية.
امام الأمر طائفتان من المسلمين:
1.ترى فيه مجرد رجل يمشي في السواق و ياكل الطعام ثم اكرمه الله بالنبوة والرسالة فبلغها وربى ثم لبى نداء ربه ، وترك لنا سنته .ما يسميه اهل الله من الحجب القاطعة بين العبد و أهل الصلاح بزمانه : حجاب المماثلة والمعاصرة.
2.ترى فيه أنه حقيقة الحقائق ونور الأنوار...
وطائفة اشد مصيبة تتغير بتغير التيارات (الرسول الأنسان ، اشتراكية محمد ، عبقرية محمد ، عظمة محمد)دون الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم.اصاب القوم جنون العظمة والعبقرية ،فيستحيي ان يذكر الوحي والله وجبريل عليه السلام ، وصلصلة الجرس خوفا من أن ينعت بالخرافية.
وطائفة أخرى تريد أن تجدد في المصطلحات فيصير النبي صلى الله عليه وسلم مجرد قائد سياسي محنك ، والله كلمة نستدلها بكلمة الحب و الجنس و العلم والموسيقى والخبز والفن والعدل وهلم جرا.(كتاب الثراث والتجديد لحسن حنفي)
لنصير كسادتنا الحداثيين نجتمع في المعطى والفحوى ونفترق عند الوحي والنبوة والرسالة بعد أن جردنا ما نؤمن به من النبوة والرسالة.
كلمتي الفحوى و المعطى معنى حذرنا الله منه في كتابه :كلما جاءت أمة لعنت أختها).كلمتيان لهما مدلول خطير عند حسن حنفي وقد سقط في شراكهما كثير من الناس .
أسال الله ان يجدد فينا حبه صلى الله عليه وسلم.